مقالات

أماني رقيق تكتب: حرية الإعلام تفتك بأخلاقيات المهنة

بقلم: أماني رقيق

ثابرت مختلف كليات الإعلام في العالم أجمع لتنهض بمهنة الصحافة والإعلام إلى أسمى المراكز باعتبارها صوتًا عاليًا للحق. لكن انتشار الفكر الداعي لحرية الإعلام تحت بند الديموقراطية خلط المفاهيم فشكَّل فوضى في سلطة الإعلام.

وتحت شعار “الحرية”، أصبح الإعلاميون يتسابقون للسب والشتم والقذف بغرض ترك بصمة في عالم الإعلام، ظنًا منهم أن ذلك يخدم مسيرتهم المهنية، لكن في الحقيقة تلك البصمة ليست سوى عار ينهش في مهنيتهم. فالإعلام الحقيقي يوصل الحقيقة أو المعلومة دون تحيز أو رأي شخصي وإن كان لا بد من طرح الأفكار الشخصية فليكن ذلك بأدب واحترام. فالإعلام أدب وأخلاق أولًا ثم ممارسة.

والاحترافية لا تعني أن يطل الإعلامي على الملايين بكلام لا يصلح إلا في المقاهي، كما أن إطلالة المذيع تدخل كل البيوت، وهذه الأخيرة لها حرمة، فإذا أصبح التلفزيون والإذاعة منابر للحرب الكلامية والمشادات بحثًا عن الشهرة والربح ضرب ذلك بأخلاقيات المهنة عرض الحائط.

ببساطة، حرية الإعلام حرب باردة تؤثر على الناس وتستقيد مشاعرهم ليثوروا فتنتشر الاضطرابات ويتزعزع الأمن، حتى أصبحنا في زمن أصبح فيه الإعلام وقودًا للحرب وكابحًا للسلام!

فهل حرية الإعلام التي جاهد المطالبون بها تعني التطاول على الأفراد والمؤسسات بدون خطوط حمراء؟ أم أننا شعب لا يستحق الحرية وبحاجة دائمة لرقيب وضوابط، مع أن الكبار يتصرفون برزانة، أو قد يرجع سبب هذا التدهور في المستوى إلى كثرة الدخلاء على المهنة؟ تساؤلات عديدة لكن الحل واحد وهو إعادة ضبط حرية الإعلام وفقًا لقواعد وشروط صريحة، وتسليط أقوى العقوبات على المتجاوزين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى