بدرية هزازي تكتب: قوة في جسد منهك

بقلم: بدرية هزازي
تلك الفتاة التائهة بين ملذات الدنيا وحنان الوالدين، تدخل عالم الوحدة فجأة بفاجعة قوية، فقد الأب ثم الأم ثم الأخ.
صراعٌ عنيف بين الوحدة والعوم في كوكب مليء بالبشر الغرباء، خالياً من الأقرباء.
أصبحت تلك الفتاة وحيدة في رمشة جفن، أعتمتها الأحزان، أخفت نور وجنتيها وجمال بسمتها فهل تستلم ؟
هل تقف في مكانها وتنتظر الأجل؟
هناك من بعيد ضوءٌ خافت تشاهده، تخشى أن تتقدم هل سيكون ذلك الضوء الخافت منجاة لها أم متاهة تلحقها متاعب؟
ماذا يعني ذلك الضوء ؟
هل هو نور وفرج ؟
هل هو بدايات لطريق جديد تحط عليه أول خطواتها المثقلة بالحزن ؟
فوضى من الأسئلة، دماغ محمل بالكثير من الأجوبة التي لا معنى لها خشية، خوف، مشاعر مختلجة، أماني متزعزعة، قوى خائرة، جسم هزيل منهك من صراعات الوحدة تعصب للذات القديمة التي تريدها وبقوة.
بحث عن مخرج لا يكلف الكثير من الأذى، والكثير الكثير من الأدعية والبكاء وتراتيل الليل السرمدي .
وأخيراً شعاع نور ساطع وانجلاء هم فائق ومتعب ويقين رائع بأن الله سينير طريقًا أظلمته الوحدة وأنه سيُلحق بعد العسر يسرا، وثقةٌ بالله عالية.