بدرية القحطاني تكتب “داء العنصرية”

بقلم /بدرية القحطاني:
خلق الله آدم وحواء أحرارًا وهذا من كرم الله حيث قال في كتابه ” ولقد كرمنا بني آدم ” واستمرار البشرية عقودًا متتالية لم يغير من حرية البشر شيئًا حتى نشأت الحروب والاختلافات بين الناس ومن هنا ظهرت فكرة الاستعباد والتسلط على البشرية وسلب حقهم في الحرية .
ومنذ تلك العصور توارثت فكرة الإستعباد جيل بعد جيل ، وقف ضد هذه الظاهرة عقيدة ورؤساء بل أمم كاملة حتى تلاشت تمامًا ولكن لا ننكر أن هذه الفكرة نُفيت قانونًا ولكنها ظلت في النفوس .
فأمريكا مثلًا :
تتعامل مع ” البشرة السوداء ” بعنصرية وتفرقة واضحة فأصحاب البشرة السوداء لا يشربون مع أصحاب البشرة البيضاء ولا يأكلون معهم ولا يسمح لهم الجلوس في الأماكن المخصصة لذوي البشرة البيضاء ..
الإعتدال الحقيقي في النفس قبل القانون وهذا ماجاء به ديننا الحنيف ونصّت عليه الأدلة في القران والسنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم : “لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى ”
والإستعباد له عدة أشكال كاستعباد الأشخاص المختلفين عنا دينيا وشكلا وسلوكا، و كاستعباد النساء وتركهن يعملن لساعات طويلة بلا توقف ، وكاستعباد الخادمات وجعلها مسؤولة تمامًا عن المنزل كاملًا بدون إعطائها حقوقها لعدة أشهر ، والأشنع استعباد حق الأطفال وسلبهم حقهم في الطفولة والتعليم وإجبارهم على العمل في سن لا يمكن تحملهم لهذا العبء .
العنصرية داء متفشي لا يزال قائم شئنا أم أبينا، ومعاملة بعض الناس بشكل مستبد ، لكن يجب أن نعي أن الله خلقنا متنوعين لنكمل بعضنا، وأن الشعوب مهما كانت مختلفة لها عراقتها وأصالتها وعاداتها وثقافاتها وتاريخ لا يمكن أن ننكره بل يجب أن يُحترم.