بدرية القحطاني تكتب: إن من البيان لسحر

بقلم: بدرية القحطاني
في إحدى نظريات الجذب، قد تميل لشخص لم تره بعد، ربما ما تخطه أنامله هو فقط ما يصلك منه أو ما تسمعه عنه في أحد المجالس، أو ما تراه من نتاج عمله حتى وإن كنت لا تعرفه، لكنك تعلم جيدًا أنه شخص يستحق الإجلال، وأحيانًا بادرة بسيطة تجعلك تأخذ انطباعًا كاملًا عنه، وكأنك تعرفه تمامًا.
فالفكرة تكمن في استقطاب ما نحتاجه عن طريق التفكير به، ولا بد من أن يكون شيئًا إيجابيًا، وهذا ما يسمى بنظرية الجذب الفكرية. ما يحدث لنا الآن ما هو إلا أفكارنا المتراكمة في الماضي. الشعور الداخلي للإنسان بأنه في غاية الفرح والسعادة لوجود الكثير من الأمور التي في حياته مهما كانت بسيطة، كأن يشكر الله على صحته البدنية والعقلية، وامتلاكه المال ولو كان قليلًا. فالشكر على إحدى النعم يجذب أُخرى، كما أن ذلك يُساعد الإنسان على رؤية الأمور المفضلة في حياته.
والحقيقة أن كل شيء تحت أمر الله ومشيئته، وليس مجرد التفكير العميق يجذب بذاته ما يفكر فيه الإنسان، لكننا نحسن الظن ونتفاءل بما هو قادم، ففي الحديث القدسي يقول الله: “أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء”. والمؤكد أن هذه النظرية ليس لها أساس علمي تستند عليه. ولكن عليك انتقاء ألفاظك أولًا فهي عنصر الجذب الأول لمن حولك، وهي مفتاحك لقلوب البشر، كن فصيح المنطق، بليغ اللسان، فإن من البيان لسحر.
وقيل أن رجلًا تكلَّم في حضرة الخليفة عمر بن عبد العزيز، بكلام رقيق موجز، فقال عمر: “والله إن هذا السحر الحلال”.