بدرية القحطاني تكتب: إلا المجاهرين

بقلم: بدرية القحطاني
المعصية والذنوب من الأمور التي نخجل من الحديث عنها رغم ارتكابنا لها، وكوننا مذنبون لا يمنعنا مطلقًا من محاولة تصحيح أخطائنا أو النهي عن منكر رأيناه. لكن ما يحدث في بعض المجتمعات ومن بعض الأشخاص أن نجدهم يفاخرون بمعصيتهم ويجاهرون بها، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملًا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه”.
لم يكتفوا بارتكاب الذنب فقط، بل سارعوا إلى المجاهرة به، فعندما تتكلم أمام الملأ عن ذنب اقترفته، وترسم البطولة المطلقة لك أثناء حديثك عن ذنبك مفتخرًا فهذا ضعف إيمان، وقسوة قلب.
تسلسلك في المجاهرة وفي المعصية شيء يدمي القلب، لأنك تعلم حجم الذنب الذي اقترفته وعاقبته في الدنيا والآخرة، ومجاهرتك به استهانة بستر الله لك.
فالنفس متى ألفت المعاصي زاد انهماكها فيها، ولم تبالي باجتنابها، لذا حذَّر الشرع المطهر من المجاهرة.
كلنا نخطئ ونصيب، نتعثر ونقف من جديد، نقترف الذنوب ونتوب، نجاهد أنفسنا، وقد نحمّل قلوبنا ما لا طاقة لنا به، فحذار من اعتياد الذنوب واستادمتها، والأدهى من ذلك المجاهرة بها.