مقالات

بدرية القحطاني تكتب: أنا

بقلم: بدرية القحطاني

حدد قيمتك لنفسك بنفسك. لا تنتظر من الناس أن تعطيك الانطباع المنتظر، أو تشعرك بقيمتك، أو حتى أن يترك انطباعهم المشين أثرًا فيك.

أنت فقط من تعرف قيمة نفسك. أنا أستطيع، أنا ناجح، أنا متفائل، أنا فخور، أنا عظيم، كلها كلمات ذات طابع جيد، تترك بداخلك مجالًا للإبداع والثقة، فاترك لنفسك وافرًا من الرسائل الجميلة.

في كل مرة أشعر فيها بالإخفاق، وتستهويني فكرة جلد الذات أكتب لنفسي رسالة، وكأنني أتحدث فيها مع شخص آخر، فأخبرها عن كمية النجاحات التي حصلت عليها، عن مكانتها اليوم، عن عبارات الثناء التي تسمعها، وأذكّرها دائمًا بإنجازاتها العظيمة، والمتاعب التي تجاوزتها بكل حزم وثقة، هنا فقط أعاود أدراجي من جديد، وأدرك مدى شأني وأمسك بزمام الأمور مجددًا.

في اجتماع مسبق، طلبت من الجميع أن يكتب لي عبارة واحدة فقط في نهاية الاجتماع كانطباع عام، ربما كنت أريد رؤيتي من زاوية أخرى، أو من باب “رحم الله امرأً أهداني عيوبي”، وكان لي ذلك، ورغم أنني قرأت جميع الملاحظات والعبارات الجميلة، إلا أن عبارة واحدة أهلكتني وهزتني، وتركت بداخلي أمرًا ما.

في البداية تعكَّر مزاجي لأن شخصًا ما نعتني بصفة قد لا أراها آنذاك من صفاتي، حتى وإن كانت تلك الصفة ليست بذلك السوء لكني أطمح للكمال.

تأثرت كثيرًا في البداية، وأصبحت أنظر لتلك القصاصة كل صباح وأردد العبارة المكتوبة لي، وضاقت علي الأرض بما رحُبت. فكرت مليًا في أن ما كتب عني هو وجهة نظر شخص واحد فقط من بين العشرات، وبالتحديد فقلم شخص لن يشعرني بقيمتي، أنا وحدي التي أعلم حجم قيمتي، نفيت تلك العبارة المكتوبة على الورقة وكتبت قبلها “أنا لست …” ووضعتها نُصب عيني.

وما كان مني إلا أن أخبَر الناس بعيبي قبل مزاياي، بخطأي قبل صوابي، بإخفاقي قبل نجاحاتي، ولم ولن أسمح لنفسي أن تكون في قائمة الانتظار للحصول على تقييم من أحد، فالنقد الموجه إلي ليس بقيمتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى