الأخبار العالمية

مجزرة المساعدات في غزة: الاحتلال يحوّل طوابير الجوعى إلى أنهار دم

إشراقة رؤية _ أريج علوي

الثلاثاء 17 يونيو 2025 /21 ذو الحجة 1445

في مشهد يلخص القسوة المطلقة والصمت العالمي المريب، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة جديدة صباح اليوم في جنوب قطاع غزة، حيث استهدفت قواته مئات الفلسطينيين أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات إنسانية قرب مركز توزيع في مدينة خان يونس، ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات.

 

ووفق مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي، فقد استُشهد أكثر من 60 مواطنًا وأصيب المئات بجراح متفاوتة الخطورة، في قصف مباشر استهدف المدنيين الذين كانوا يصطفون للحصول على كيس دقيق أو عبوة طعام تسد رمق الجوع في ظل الحصار الخانق وانهيار المنظومة الإنسانية بالكامل.

 

ما كان يفترض أن يكون طوق نجاة، تحوّل إلى مصيدة موت. تقارير وزارة الصحة في غزة أكدت أن أكثر من 74 شهيدًا سقطوا منذ فجر اليوم، غالبيتهم من طالبي المساعدات، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، بينما لم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إلى الضحايا في الوقت المناسب بسبب القصف المستمر واستهداف المركبات الطبية.

 

في أول تعليق رسمي، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجزرة، ووصفت نقاط توزيع المساعدات بأنها “مصايد موت ترعاها الولايات المتحدة”، مشيرة إلى أن الاحتلال يستخدم المساعدات كسلاح للإذلال والقتل والتجويع، في مخالفة صارخة لكل الأعراف الإنسانية.

 

من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الدوحة تواصل جهودها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، محذرًا من خطورة التدهور المتسارع في الأوضاع الإنسانية، ومطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته والضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات فورًا.

 

تأتي هذه المجزرة في اليوم الـ92 من استئناف الحرب على غزة، واليوم الـ619 منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، وسط صمت دولي مطبق وعجز المنظمات الحقوقية عن فرض ممرات آمنة لتوزيع المساعدات أو إدانة الانتهاكات المتكررة بحق المدنيين العزّل.

 

المجازر تتكرر، والعدّاد لا يتوقف. دماء الأبرياء تسيل، والمجتمع الدولي لا يزال يكتفي “بالتعبير عن القلق”، بينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في حصد الأرواح على مرأى العالم ومسمعه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى