مساحة حرةمقالات

السم في العسل

حدثونا عن السمّ في العسل، لم يخبرونا عن ذلك الأهم العسل في السمّ!
هل تعرف الفارق بين هذا وذاك؟ ربما تكون الجمل المعكوسة في بادئ الأمر متشابهة لكنها تخفي اختلافًا وفارقًا كبيرًا يبين لنا أمورًا لم نكن نعطيها مكانها أو حقها في الأولوية.
عندما يخبرك شخص عن السيء في الجيد، فإنه حتمًا يرغب بتوجيه انتباهك ناحية الجانب السلبي من أمر جيد، وهذا أمرٌ يبعث على عدم الرضى في داخلك، وعلى التوجس، وبالطبع لن ندخل في تفسير نية الشخص هذا ، فقد تكون هذه عادة اعتاد عليها، أو حرصًا زائدًا أو وقد يقودنا هذا للبحث في أعراض الشخصية القلقة ،أو الشخصية الوسواسية،
خارج تحليل الشخص الذي يتبنى سلوكًا مثل هذا.
نعود اليك أنت حين تنبه عقلك مرارًا على التنبه للأشياء السيئة في الامور الحسنة، ستجد نفسك مع الوقت تبحث عن السيء وتهمل الجيد،
وفي الجانب الآخر عندما نتحدث عن الأشياء الجيدة في الأشياء السيئة بطريقةٍ واقعية، نجد أنفسنا وقد قاربنا على تقبل الوقائع المريرة، الأمر الذي يقودنا لفهم اشكالات الحياة والتكيف مع تغيراتها المفاجئة ،أو تلك التي تبدأ بالتدريج.
هكذا نعيد أنفسنا لقبول إنسانيتنا، فنحنُ نقع في الظروف السيئة، ونصاب بالصدمة من أعز أصحابنا، وأحيانا أسرتنا؛ لكن هذا يعطينا فرصه لإعادة ترتيب مفاهيمنا الأولى التي كانت ثابتة ولا تتزحزح، الأمر الذي يعطينا فرصة كبرى لعيش الحياة بطريقة أفضل من الماضي.
ما إن نوجه انتباهنا ناحية المنح التي يقدمها لنا الله، في صورة محنة ظننا أننا سننهار معها للأبد، لكنها في النهاية صنعتنا أقوياء.

🖋 رغد محمد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى