
غزة تحت النار مجددًا: تصعيد دموي ومفاوضات متعثرة لوقف إطلاق النار
إشراقة رؤية _ أريج علوي
الخميس 27 يونيو 2025 م / 1 محرم 1447 هــ
تعيش غزة واحدة من أعنف موجات التصعيد العسكري منذ بدء الحرب، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصفها الجوي والمدفعي على مختلف أنحاء القطاع، وسط تصاعد أعداد الضحايا وغياب بوادر حقيقية لوقف إطلاق النار.
وبحسب مصادر “العربية”، فقد استهدفت الغارات الأخيرة أحياء مأهولة بالسكان في مخيم جباليا، وحي الشجاعية، والتفاح، كما طالت الغارات مخيم الشاطئ. وبلغ عدد القتلى الفلسطينيين 135 شخصًا منذ فجر الأربعاء حتى مساء اليوم، معظمهم من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، فيما لا تزال أعداد الجرحى في تصاعد مستمر.
وأظهرت مشاهد ميدانية توثيقًا للحظات قصف مربع سكني شمال مخيم البريج، ما أثار موجة من الغضب والاستنكار على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دعوات لوقف فوري لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تنفيذ عملية ضد قوات إسرائيلية في خان يونس أسفرت – بحسب بيانها – عن مقتل ستة جنود إسرائيليين وضابط، وإصابة آخرين، فيما لم تصدر السلطات الإسرائيلية تأكيدًا رسميًا للتفاصيل.
وفي ظل هذا المشهد الميداني المتأزم، أكدت مصادر سياسية للعربية والحدث أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار لا تشهد أي تقدم ملموس، مشيرة إلى أن مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لا يزال محور النقاش، إلا أن حركة حماس تتحفظ عليه، خصوصًا فيما يتعلق بخريطة الانسحاب الإسرائيلي ومراحلها، إضافة إلى بنود حول المساعدات الإنسانية والإفراج عن المحتجزين.
وتزامنًا مع التصعيد، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف المساعدات المرسلة إلى غزة، لحين تقديم الجيش خطة تضمن – بحسب تعبيره – “عدم وصول تلك المساعدات إلى حماس”، مما زاد من معاناة السكان المدنيين المحاصرين.
وفي الضفة الغربية، لم تكن الأحداث أقل توترًا، حيث وثق الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قرية كفر مالك شرق رام الله إثر اعتداءات نفذها مستوطنون بحماية من الجيش الإسرائيلي، ترافقت مع اقتحامات واعتقالات في مدن نابلس وحلحول.
من جهته، قال حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، إن “عنف المستوطنين يأتي ضمن قرار سياسي محمي من الجيش الإسرائيلي”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف ما وصفه بـ”الانفجار القادم في المنطقة”.
وفي ظل هذا الجمود، صرّح ثلاثة وزراء إسرائيليين لقناة 12 أن “الحرب باتت بلا نتائج فعلية، والحل إما باتفاق أو تغيير شامل في الاستراتيجية العسكرية”، فيما لا يزال الشارع الفلسطيني يدفع الثمن الأكبر من دماء المدنيين ودمار البنية التحتية.