
بقلم🖋: سهام العتيبي
لماذا نحزن عندما ينتهي أمر نريده بشدة؟
هل هذا بسبب رغبتنا الجامحة فيه، أم بسبب حبنا الشديد له؟
وحتى وإن كان كذلك، لماذا نحزن وتنطفئ شمعة الشغف بداخلنا..
ونترك الاستمرار والمقاومة من أول عقبة واجهتنا؟
لماذا لا نُكمل السير بعد السقوط؟ لماذا نختار الجلوس ونندب حظنا وذواتنا والبُكاء ونجعل أرواحنا سوداويةً بعد العقبة الأولى تلك؟
ما هذه إلا تساؤلاتٌ عديدة تراودني الآن..
دفعتني إلى الكتابة بكل قواي..
حتى إنني أشك بأني لا أريد التوقف أبدًا عن الكتابة في هذه اللحظة.
أعتقد أن أول تساؤل راودني كان بعد خسارتي في أمرٍ ما..
كنتُ أريده بشدة وأسعى له، أحلم عيش لحظاته، حلمتُ بلحظة فوزي.. لكني خسرت! نعم لقد خسرت حينها في أمرٍ ما، ولم يكن أمرًا عاطفيًّا ولا ماديًّا ولا حتى لهُ صلةٌ بالأشخاص بتاتًا، يخصني وحدي، أتذكر جيدًا لحظة سماعي الخبر؛ لقد سقطت من شدة بؤسي حينها.
راودني شعور الإنهزام والإنكسار والحزن الشديد..
الحزن الذي يلازمني لأيام ويحجب عني كل شيء.. حتى النور، وعندما أعترفُ بذلك فإنهُ يجب عليَّ القول لكم إنني بوصفي شخصًا يمتلك قلبًا واسعًا وشغوفًا، أشعر أحيانًا أن خسارتي أمرًا يخصني تستدعي الحزن والتوقف عن فعل كل شيء وإغلاق الأبواب على نفسي وجعلي يائسة، لكني الآن بعد مُضي أيامٍ عديدة على ذلك وجلوسي الآن بمفردي، أدركت أن القرار بأيدينا نحن، وأن باستطاعتنا المُقاومة مرةً أُخرى، ونفض الغبار عن انكساراتنا، والاستمرار في السعي، وبناء الأهداف من جديد، وتشييد الأحلام والنجاحات، بيدنا جعل تلك التساؤلات نوافذَ وأبوابًا نخرج منها نحو أحلامنا والتحليق عاليًا، وتحقيق أهداف جديدة، نستطيع جعل تلك الانهيارات بداياتٍ مُشَرِّفة لا نهايات مُحزنة وسوادًا يتلبّسنا، فقط إن أردنا ذلك.. نستطيع فعلها بالجلوس مع ذواتنا، وأن نُردد لا بأس.. سأحاول مرةً أخرى، ليست النهاية.
كما أنني الآن بعد تلك العقبة والسقوط المؤلم أسعى في أمرٍ آخر سأحققه لا مُحالة، سأجعله واقعًا أمامي. حتى وإن فشلت في ذلك أيضًا.. لا بأس، سأجرب شيئًا آخر، لكن لا أتوقف، لا أستسلم أبدًا، ولا أجعل راية الاستسلام رايتي، وأنتم أيضًا لا تتوقفوا عن السعي، لا تتخلوا عن أحلامكم وذواتكم من أول خسارة تواجهكم، ابتسموا واسلكوا الطرق جميعها، اخضعوا للاختبارات كاملةً، فليس أول اختبار هو النهاية، ولا أول سقوط هو النهاية، النهاية الحقيقية هي لحظة توقفنا عن الاستمرار والانهزام وجعلنا موتى ونحن أحياء!.