أنت مطرود من العمل.

– اشراقة رؤية _ محسن جبار:
التحق شاب أمريكي يدعی (والاس جونسون) بالعمل في ورشة كبيرة لنشر الأخشاب، وقضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره، حيث كان شابا قويا قادراً على الأعمال الخشنة الصعبة. وحين بلغ سن الأربعين، وكان في كمال قوته، وأصبح ذا شأن في الورشة التياشتغل بها لسنوات طويلة، فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطرود من الورشة، وعليه أن يغادرها نهائيا بلا عودة.
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف، وبلا أمل، وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله، فأحس بالأسف الشديد، وأصابه الإحباط واليأس العميق، وأحس –كما قال – وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة.
لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، وكانت قمة الإحباط لديه بأن ليس لديه ولدی زوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب، ولم يكن يدري ماذا يفعل.
ذهب إلى البيت، وأبلغ زوجته بما حدث، فقالت له زوجته: ماذا نفعل؟ فقال: سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه، وسأعمل في مهنة البناء.
وبالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيها جهده، ثم توالت المشاريع الصغيرة وكثرت، وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة، وفي خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيرا مشهوراً، إنه (والاس جونسون) الرجل الذي انشأ وبنى سلسلة فنادق (هوليدي إن)، وأنشأ عددا لا يحصى من الفنادق وبيوت الاستشفاء حول العالم.
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية: لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي؛ فعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم أفهم لماذا، أما الآن فقد فهمت أن لله شاء أن يغلق في وجهي بابا ليفتح أمامي طريقا أفضل لي ولأسرتي.
الحكمة: لا تظن بتاتا أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية لك. . فقط فكر جيداً، وتعامل مع معطيات حياتك، وابدأ من جديد بعد كل موقف، فالحياة لا تستحق أن نموت حزنا عليها؛ لأنه باستطاعتنا أن نکون أفضل بوجود العزيمة والإصرار، قال الله تعالى:
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم الله يعلم وانتم لاتعلمون (البقرة: 216).