أمينة الهوسة تكتب: اعتِقوا أبناءكم

بقلم: أمينة الهوسة
في مرحلة عمرية من حياة الأبناء، يجب على الوالدين الإقرار والاقتناع بأن أطفالهم ما عادوا أطفالًا، ولا بد من منحهم مساحة حرية، وأيضًا مساحة للخطأ فمثلما قيل إن الأم مدرسة قيل في الحياة إنها أكبر مدرسة.
اتركوهم يخطئوا ليتعلموا ويواجهوا هذه الحياة من بعدكم -بعد عُمرٍ طويل- ولكنها سُنة الحياة. امنحوهم الثقة، راقبوا تصرفاتهم وخطواتهم، ولكن مع الكثير من الثقة ليس إلى حد التفريط ولا الإفراط أو المبالغة في الاهتمام، فالحرص والخوف الزائد قد يوصلهم لنتائج لا تحمد عُقباها.
لا أقول اتركوا الخيط والمخيط لهم، لكن الاعتدال أمر مهم، فكما تثق بتربيتك ثق بمن ربيت، وكما تثق بحسن ما زرعت ثق أيضًا بالحصاد. ثم ما المشكلة إذا أخطأ؟! الأهم من الخطأ أن يتعلم منه ويعترف به، ويتحمل كامل المسؤولية والنتائج.
قد يحتاج بعض الآباء إلى التوعية والتثقيف أكثر في هذا الجانب، أو التوجه إلى استشاري أسري لا عيب في ذلك إن كان ينقذ حياة عائلتك. عالج الخلل حتى لا تسبب فجوة لا تُسد بينك وبين أطفالك. لأن فرض الأوامر بشكل مستمر يؤدي إلى نتائج عكسية، وكذلك المراقبة الشديدة والسيطرة ستؤدي إلى نتائج عكسية.
واحذروا ثم احذروا تضييق الخناق على أبنائكم لأنها حتمًا تؤدي إلى نتائج عكسية. و كما قيل: “إذا كبر ابنك خاويه”.
الاعتدال والاتزان مطلوبان في نمط الحياة وعلى جميع الأصعدة، فما بال الأمر عندما يكون متعلقًا بنشأة جيل ومستقبل واعد، اعتدلوا واعتقوا أبناءكم.