بقلم / أمينة الهوسه :
عندما لا تسعك القلوب، وعندما ينخفض مستوى النقاش وتزيد حدة الأصوات،عندما لا ترى أمامك إلا التعدي و سطحية الأفكار ارحل.
لا أعني بها ارحل إلى الأبد وابتعد، وأغلق الباب خلفك ، بل ارحل لتبقى ، لقطع الخلاف و لإخماد بركان الغضب .
تنازل قليلاً ليبقى الوداد و ارحل دون أن تحدث خدشاً أو كسراً
غضبت من أخيك ؟ اترك المكان و ارحل .
حدث سوء فهم مع صديقك ؟ لا ترُد حالاً اغلق هاتفك وعُد بعد ساعة و تحدث ستكون أكثرَ هدوءًا .
غضبت والدتك بشأن أمرٍ ما ؟ ضع قبلة على رأسها و غادر ، إن أكثر ما يهدد أمننا و يزعزع علاقاتنا هو أننا لا ندرك حقاً أهمية توقيت الرحيل ، فالأصح و الأكثر حنكةً و ذكاءً أن نرحل قبل وقوع الكارثة و ليس بعدها .
النفس البشرية عند الغضب تأمرك بالسوء غالباً و لأن رصاصات الغاضب التي يطلقها عليك، وسهام كلماته اللاذعة من الممكن جداً أن تصيبك و تؤثر عليك لذلك استأذنه و غادر اتركه حتى يهدأ، وتهدأ أنت أيضاً، لأنك حتماً قد تكون بدأت بفقدان أعصابك و سيطرتك اذهب و أفرغ كوامن سلبياتك خارجاً ثم عُد لتبقى لا لتحمل أمتعتك ، وتغادر حقاً وحقيقةً .
تعلم متى ترحل، حتى تحافظ على من هم أغلى مافي حياتك؛ لأن الندم بعد الخراب لا يجدي نفعاً فكم من علاقات تبعثرت، وانتهت بسبب موقف عابر، ولجهل الطرفين بمهارة الرحيل.
ندم وبكاء و لومٌ للذات وجلدها ! هذا لا يجدي نفعاً فقد وقع الأمر و رحل الآخر بلا عودة .
وكما قيل : ” إذا فات الفوت ما ينفع الصوت ” تحكم بزمام انفعالاتك، فإن الشديد الذي يتمالك نفسه عند الغضب بادر أنت و ابدأ بالتغيير إلى الأفضل مهما كان عمرك فما زال هناك بقيّةٌ للإصلاح فأنا الآن اتعلم (مهارة متى ترحل) .
