أماني رقيق تكتب: وسائل التواصل شرخٌ يصيب أسس الإعلام

بقلم: أماني رقيق
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل أهم حلقة بين المرسل والمتلقي في دائرةِ اتصالٍ حديثة أهم قطر فيها هو إحداث خللٍ في أسس الإعلام المعلنة، أسس جاهدت كليات الإعلام عبر العالم لتلقينها للإعلاميين، لتجيئ وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وتمحوَ كل ذلك في وقت قصير أشبه بالبرهة.
سرعة التواصل، سهولة العرض، فبركة الخبر، والعديد من المزايا، هي أهم أسباب الشرخ الذي لحق بالإعلام اليوم، فما الحاجة لقنوات تلفزيونية وصحف وجرائد؟ إذا كان بإمكاننا تصفح كل ذلك عبر جهاز صغير في متناول أيدِيَنا،. بل أكثر من ذلك فمَنبر الإعلام الحديث بالمفهوم الإلكتروني الراهن أتاح لنا فرصة التعبير وإبداء الرأي والتعليق عن كلِ ما يُبث ويعرض في وسائل الإتصال التقليدية، مما أتاح فرصة الإفلات والتطاول على ما يُقدم إلينا كمادة إعلامية. وكأننا في سوق جميع من يطأه يعرض ولا أحد يشتري.
أجل فكلنا أصبحنا إعلاميين و صحفيين وصناعُ خبر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والمتلقي غائب بالمفهوم المتعارف عليه، فالمشاهد أو المتصفح سابقًا كان دوره محصورًا في الاستقبال فقط، في حين أصبح اليوم يتناول المعلومة من كرسي المشاهد ويتفاعل معها من على خشبة الإعلامي، الأخطر من ذلك أن الإرهاب بمختلف فصوله وجد لنفسه ميكروفونًا يُؤثر به على عقول الناس وأمنها، لتصبح القضية أشبه بخيوط عنكبوت تضارب نُسجُها فتَفشل كل محاولات الأنامل في إحباط تداخلها. إذن المسألة باتت أكبر من خبر يُبث فنترقب صحته أو زيفه، المسألة مشكلة طاعون يهدد أمن واستقرار مجتمع تحول لرهينة تَمكُث في عقر وسائل التواصل الاجتماعي.
فهل يكون الحل ما ابتكره العصر الإلكتروني بالكبس على زر حظر لمنع استقبال فوضى العطاء الصحفي والإعلامي على حد السواء؟ أم أن الموضوع يحتاج لجهود ولادة أكبر من هذه التخاريف الآتية في هيئة حلول يتيمة؟