أماني رقيق تكتب: حين نركض وراء الحب!

بقلم: أماني رقيق
ماذا بك يا براءتي تلهين مع خبث؟ تنامين في أجندة مواعيده المتكررة، يُلقي بك على بلاط الانتظار، فيُقنعك مكان الذليلة، تتجرعين قساوته وما أقساه! يَعدك لؤمه بالخزي فيُبهرك العهد، تُعاهدك حِشمتك العربية بالقرار فتتنكرين للوعد، ففكرة الاستمرار من دونه تُربك قلبك النقي، لكن سحر التنازل إلى جواره يبرع في إقناعك، فتتوالى ضرباته ويتوالى معها تنازلك.
ماطِنَتُكِ؟ أَفصيلة دمك هي الدناءة؟ أنت لن تكوني حبيبة إلا على قدر امتداد ثواني ذلك اللقاء المعتوه! لن تكوني الغالية إلا على مدى برهة من بعد اللقاء، حين يُغريك منظره وهو يفتح باب سيارته السوداء ليَزج بك في دارك بعد جلسة كان الكذب سيدها، فما أرخسه من لقاء! وحين يهدأ الصهيل، حين يتعب من دور الرجولة المستلف يُعيدك كما كنتِ بائسة تنتظر أن يَمُنَّ عليها بالوصال، مع أنه ليس رجلًا، ولا يساوي حتى ذكرًا، مع أنه سخيف حد التفاهة، إلا أنه عَبث بقلبك الذي عاشر حبًا ملحدًا لينجب قصة تفوقه إلحادًا وكفرًا بمبادئ الحب.
في كل موعد، في كل شهور الانتظار، كنت تمنحينه الحب والوفاء، لكنه لم يعترف يومًا، يتنكر لإخلاصك في اللحظة آلاف المرات، أراه بربري نسيته الإنسانية ومضت، أم هو شرقي، كلا فالشرقي يُتقن هيبة الملوك، لعلَّه عربي، لكن العربي أرضعوه الإخلاص، هو ماكر تعلم من الصحراء صلابة اليد، فقدماه لم تعرف سجادَا غير التين الشوكي، أتراكِ من البشر أم القلب الذي بين ضلوعك بات مجرد قطعة جليد لبقايا إنسانة، قد وعدكِ لكن اللعنة حلت على ذلك العهد الكاذب، مع كل واحدة يعرفها يمحو شيئَا من فؤاده حتى أضحى هذا الأخير مستنقعًا أنتِ لن تسكنيه فالبشر لا يعاشرون التماسيح.
في كل مرة كان يدوِن النهاية وهاته المرة أيضًا فلتكن أنت كاتب الختام، اصنع بقلبي ما تشاء سأستصغر المصيبة أنت تؤمن بحبي لك لكنك على يقين ببلادة قلبي حين يقف أمامك، إذن أبشر اليوم سأزفكما في نعش واحد إلى النسيان، لا بأس فقد خرجت من هاته الصفقة معلنة إفلاسي فحتى قلبي راح معك لكن أنا باقية وسأعاود النهوض من جديد فهكذا علمني أجدادي!