أسعد نفسك…!

وعود فاضل- جدة
تتبعثرُ الكلمات حينَ تتزايدُ في الذات
تتراكمُ المشاعر حينَ يزدادُ الصمت
تفعلُ ما لا يُطيق إلى أن يشحبُ لونها
و تفضحها ملامحُ وجهها و عيونها المُتعبة
حينَ يسألونها ما خطبُكِ يا فتاة !؟
تصمت و كأنها تقول أحتاجُ إلى عناقٍ يُريحيني
تتحدثُ عيناها و كأنها تحتاجُ إلى راحةٍ
يرتجفُ جسدُها لأنه يحتاجُ إلى قلبٍ حنونٍ صادق
و تظلُ في صمتها الذي يصعبُ عليهم التعرفُ عليه
و تذهبُ و رأسها منحني و عيناها على خُطواتِ قدمها تعدُ خطواتها كم بقيِ لها لتصلَ إلى وحدتها !.
تضعُ رأسها على وسادتها و عيناها تسيلُ دموعاً
هل لها من قلبٍ يضعُ رأسها على قلبهِ أم يستمرُ الحالُ على ما هو عليه ؟!. و كأن شيئاً طرقَ باب الإستئذان ليأمرُها بسجدةٍ و البوحُ بسرها
و سرعانَ ما استجابت و فعلت ما طُلبَ منها لعلها تجدُ راحةً حينَ تتحدثُ مع خالقها
ما أن انتهت و كأن ثُقلَ الجبالِ الذي في صدرها خرجَ دُونَ عودة !. و ظلت تستمرُ إلى حينِ أضاءَ الله لها نوراً و أمدها بقوةٍ قد يعجزُ البعضُ عنها
أمدها بقوةِ الصبرِ و ما بعدَ الصبرِ من سعادةٍ
أبدية
تُنسيها ما كانت تعاني منه و كأن ما بعدَ الضيقِ الا الفرج و لم تضقُ إلا لتُفرج
تغير حالُها و بالقراءةِ زادت معرفةً و خبرةً في ادارةِ الحياة
و بالقراءةِ عن العُظماء أدركت بأن وراءَ كل ملكٍ عظيم كانَ بالامسِ طفلاً باكياً
و وراء كل ناجحٍ قصصٌ من الفشل
و أن التاجرَ الغني كان بالامسِ فقيراً جائعاً !.
!. لكلٍ منا قصة تختلفُ أحداثُها ما بينَ الحينِ و الآخر !. تُضحكنا تارةً و تُبكينا تارةً أخرى !. بالامسِ انتهى و نعيشُ اليوم و لا نعلمُ ما يُخفيهِ القدرُ لنا !. نَحْنُ من نصنعُ المواقفَ و نعيشها
و نَحْنُ من نضعُ خطةً ليومنا
و نَحْنُ من نخلقُ سعادتنا و أحزاننا
لنكُن من يرسمَ يومهُ على ورقه و يجعلها واقعاً
لنكُن من نسعدُ ذاتنا و نبتعدُ عن ما لا نُطيقهُ
لنجلسَ مع ذاتنا و نتحاورُ معها في مكانٍ
يُريحُنا
رُبما نجدُ حلاً لتغيير ما بداخلنا و نعيشَ سُعداءَ بُسطاء !. .